لو عاوزين كأس العالم انسوا التعادل

جدد منتخبنا الوطني فرصة التأهل لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.. هزم رواندا 1/صفر في مباراتهما عصر أمس باستاد المحاربين بكيجالي في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثالثة للتصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال.. سجل أحمد حسن هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 68 من عمر اللقاء.. ارتفع رصيد منتخبنا الوطني إلي 7 نقاط متساوياً مع الجزائر في الرصيد ويتخلف عنها بهدفين فقط.. في حين تجمد رصيد رواندا عند نقطة واحدة.
نجح منتخبنا في الوصول إلي هدفه من اللقاء رغم الأداء المتواضع الذي ظهر عليه اللاعبون في معظم الفترات.. وكانت تغييرات حسن شحاتة مفتاح الفوز بعدما سيطر علي منطقة الوسط وتحكم في إيقاع اللعب.. وصحح المعلم كافة الأخطاء التي وقع فيها جهازه مع بداية اللقاء ومنها ضعف الهجوم وعدم التعاون بين الوسط والهجوم.
وأثبت محمد بركات لاعب وسط المنتخب بأنه ورقة رابحة من العيار الثقيل عندما ساهم بتحركاته في خلخلة دفاعات رواندا وفتح المسالك والمعابر أمام نجومنا للاختراق وتهديد مرمي رواندا.. كما استفاد الفراعنة من بعض الوجوه المؤثرة والصاعدة مثل دودي الجباس أحد الوجوه الصاعدة إلي صفوف الفراعنة الكبار.
جاءت البداية حماسية من الطرفين.. سعي نجومنا إلي التسجيل في البداية أملاً في السيطرة علي مجريات اللعب وتهديد مرمي جادكلود حارس مرمي رواندا مبكراً.. وكاد يصل منتخبنا إلي هدفه في أكثر من فرصة لولا الرعونة ويقظة الدفاع الرواندي في بعض الفترات.. لعب حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا بتشكيل ضم عصام الحضري لحراسة المرمي وأمامه هاني سعيد وأمامه أحمد سعيد أوكا ووائل جمعة إلي جانب أحمد فتحي يميناً وسيد معوض يساراً.. وضم الوسط حسني عبد ربه ومحمد شوقي ومن أمامهما أحمد حسن.. وقاد الهجوم أحمد رءوف وسيد حمدي.
أما أصحاب الأرض فاعتمدوا علي الهجمات المرتدة السريعة استغلالاً لإنشغال منتخبنا في الهجوم والبحث عن الهدف.. ومثلت هجماتهم خطورة بالغة علي مرمي الحضري في مرات قليلة كان بطلها سعيد ماكارثي.. وساعد في الهجمات بيكو وان وهارونا وديجومانا.. اعتمد لاعبونا في الأساس علي الجهة اليسري عن طريق سيد معوض لبناء الهجمات وساعده سيد حمدي في بعض الفترات.. كما قام حسني عبد ربه ومحمد شوقي ببعض الواجبات الهجومية مع أحمد حسن تمثلت في الاقتراب من منطقة جزاء رواندا وتهديد مرماها بتسديدات من مسافات بعيدة مرت جميعها بجوار القائمين.
ومع مرور الوقت دخل أحمد فتحي في الصورة تدريجياً وشارك في بعض الهجمات بمساعدة سيد حمدي الذي تفنن في الارتداد للخلف والمعاونة الدفاعية وبناء الهجمات من جديد.. وظهرت الجهة اليمني في أخطر هجمات الشوط الأول علي الإطلاق عندما تقدم سيد حمدي من اليمين ولعب عرضية جميلة مرت أمام أحمد رءوف وارتدت إلي أحمد حسن سدد بقوة بجوار القائم.. وكرر أحمد حسن المحاولة من مسافة بعيدة دون جدوي.
في ربع الساعة الثاني نشط لاعبو رواندا تدريجياً في ظل المساحات الواسعة في دفاعات منتخبنا إلا أن المحاولات الرواندية افتقدت الدقة والتركيز أمام دفاعنا. واستشعر منتخبنا الوطني صعوبة الموقف وتأخر التهديف فسعي أحمد حسن كابتن المنتخب إلي إعادة ترتيب الأوراق وتنويع الهجمات بين اليمين واليسار.. فانطلق سيد معوض من اليسار ولعب عرضية رائعة حولها حسني عبد ربه برأسه علي يمين جان كلود ولكنها مرت بجوار القائم.
وقبل الوصول للدقيقة 30 كاد هاني سعيد وعصام الحضري يتسببان في هدف لصالح أصحاب الأرض عندما أعاد هاني سعيد الكرة إلي الحضري أخطأ الأخير في التعامل معها فانقض عليه ماكارثي إلا أن الحضري شتتها في آخر لحظة قبل توجيهها نحو شباكه.. تعالت صرخات أحمد حسن في الملعب وحسن شحاتة من الخارج حتي يستعيد اللاعبون عافيتهم ويستشعر كل منهم بالخطر الذي يحاصرهم.
أجري حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا تغييراً بنزول دودي الجباس بدلاً من سيد حمدي المصاب.. وجدد الجباس النشاط إلي حد ما في الهجوم المصري بحيويته وسرعته.. ولكن ظلت هجمات رواندا خطيرة في ظل التفكك وعدم تلاحم الخطوط وبطء هاني سعيد ووائل جمعة في التعامل مع محاولات المنافس.. وكان هارونا أكثر لاعبي رواندا تحركاً ومشاركة في الهجمات الرواندية.. ولم يجد لاعبونا سوي التراجع في الدقائق العشرة الأخيرة من الشوط في محاولة للتصدي لمحاولات رواندا وإفسادها من وسط الملعب.. وفي هذه الفترة توالت التسديدات والهجمات المرتدة والضربات الركنية لصالح رواندا مما أصاب الجهاز الفني لمنتخبنا بالقلق والتوتر.. وانتقل القلق إلي لاعبينا في الدقائق الأخيرة مما أدي إلي دربكة وخلخلة في الدفاعات.
تبادل الطرفان الهجمات مع بداية الشوط الثاني.. فظهر منتخب رواندا ضاغطاً من وسط الملعب لأول مرة في محاولة للتسجيل.. ولكن ظلت هجماتهم عشوائية وبعيدة تماماً عن الدقة والتركيز.. أما نجومنا فسعوا وراء التسجيل بأي وسيلة فاعتمدوا علي التسديد من خارج المنطقة وخاصة أحمد حسن دون جدوي.. وكاد وائل جمعة يسجل من ضربة رأس قوية حولها جمعة من ركنية جميلة لعبها أحمد حسن انقض عليها جمعة برأسه بجوار القائم بقليل.. ورد كاركيزي بهجمة خطيرة سدد كرة صاروخية أبعدها الحضري إلي ركنية في فرصة خطيرة يثت القلق في قلوب الجهاز الفني.
اكتسب لاعبو رواندا الثقة مع مرور الوقت وشارك هارونا وسعيد ماكاثا وكاركيزي في تشكيل حصار هجومي في وسط ملعب منتخبنا كانت التسديدات والعرضيات أبرز ملامحه.
في الدقيقة 59 دفع حسن شحاتة بمحمد بركات بدلاً من أحمد رءوف في محاولة للسيطرة علي منطقة الوسط وتشكيل الضغط الهجومي اللازم علي مرمي جان كلود حارس مرمي رواندا.. ورد الكرواتي توشاك بالدفع بكامانا بدلا من سعيد ماكاثي في محاولة لتنشيط هجومه وترجمة الفرص التي سنحت له إلي أهداف.. واستغلالاً للحماس الجماهيري الكبير وإصرار اللاعبين علي تحقيق أي شيء أمام أبطال افريقيا.. وبلدها أنذر الحكم الغاني جوزيف لاميتي محمد شوقي للخشونة.
زادت سخونة اللقاء بعد مرور 15 دقيقة من الشوط الثاني.. فجاءت الهجمات سريعة ومتبادلة.. ووصل الأمر إلي أن الدقيقة الواحدة قد تشهد فرصتين أو أكثر للطرفين ولكنها ظلت خارج منطقتي الجزاء وانتهت جميعها بتسديدات أو تمريرات مقطوعة من اللاعبين.
هدف حسن
جاء الفرج في الدقيقة 68 من هجمة سريعة بدأت من الجهة اليسري إلي أحمد فتحي مررها أرضية إلي حسني عبد ربه سددها قوية حولها أحمد حسن في الشباك الرواندية مسجلاً هدف التقدم للفراعنة.. وفي الدقيقة 70 دفع حسن شحاتة بأحمد عيد عبدالملك بدلاً من أحمد حسن صاحب هدف التقدم وسط فرحة كبيرة من الجهاز الفني والجالية المصرية في ستاد المحاربين.. هاجم المنتخب الرواندي سعياً وراء التعديل وإدراك التعادل واللحاق بالمباراة من جديد إلا أن دفاعنا كان بالمرصاد لكل المحاولات ببسالة للحفاظ علي التقدم.. أهدر دودو الجباس هدفاً أكيداً لمصر من انفراد تام بمرمي جان كلود ولكنه تعامل مع الكرة ببطء غريب وسط ذهول باقي اللاعبين والجهاز الفني.. وقاد الجباس هجمة أخري من اليسار لعبها أرضية إلي محمد شوقي سددها بطيئة وغريبة بجوار القائم.. ولم يجد توشاك المدير الفني لرواندا سوي الدفع بسيبو مانا لدعم الهجوم والسعي وراء التعادل في الدقائق الأخيرة من اللقاء.. وزاد من أطماعه بالدفع بيروري بدلاً من كاركيزي لنفس الهدف أيضا.. وشهدت الدقائق الأخيرة محاولات مباشرة كانت أقرب ما يكون من شباك جان كلود إلي أن أطلق الحكم الغاني صافرته معلناً نهاية المباراة بفوز منتخبنا.